تصدر وسم #أطباء_مصر_غاضبون، قائمة الوسوم الأعلى تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك خلال اليومين الماضيين، حيث طالبوا بزيادة رواتبهم، ومزيد من الضمانات لحمايتهم داخل المستشفيات، بعد تكرار التعدي عليهم، من قبل أهالي المرضي.
ويأتي الهاشتاج بعد أيام قليلة من إطلاق آخر مشابهه " علماء مصر غاضبون"، ليؤكد أن نظام السيسي أصبح بيئة طاردة للأطباء، حيث قام الألأف من الأطباء بتقديم استقالتهم والهروب للخارج.
استقالات تهدد الصحة
استقالات شباب الأطباء ظاهرة باتت تهدد وزارة الصحة مؤخرًا، بعد الكشف عن تعطل عمل العديد من المستشفيات جراء هذا النقص، فيما قدرت النقابة العامة للأطباء على لسان أمين الصندوق الدكتور محمد عبد الحميد، عدد استقالات الأطباء خلال السنوات الثلاث الأخيرة بما يقارب 6 آلاف استقالة، وهو رقم غير مسبوق.
نقابة الأطباء أعلنت في وقت سابق عن استقالة عدد 1,044 طبيبًا عام 2016، واستقالة عدد 2,549 طبيبًا عام 2017، فيما بلغ عدد الأطباء المستقيلين خلال عام 2018 - حتى 30 نوفمبر الماضي 2397 طبيبًا. وقال: "لا نستطيع القول أنها حالات فردية ولكنها ظاهرة خطيرة، وأتوقع أنه خلال عدة أشهر لن يكون هناك أطباء بمصر."
هروب الأطباء للخارج
هناك العشرات من الأسباب التي تدفع الأطباء للهروب إلى الخارج ومنها: ضعف الأجور، والاعتداء المستمر على الأطباء في معظم المستشفيات جراء نقص الإمكانيات الذي يغضب المرضى وذويهم، لينصب هذا الغضب على الأطباء وحدهم، إضافة إلى ضعف فرص الدراسات العليا وتكاليفها المرتفعة مقارنة بدخول الأطباء، وحتى الأن لا يتم تطبيق القانون الصادر عام 2014 والذي ينص على تحمل جهة العمل مصاريف الدراسات العليا للطبيب."
8% من أطباء إنجلترا مصريين و60% من الأطباء المصريين يعملون بالمملكة العربية السعودية فقط.
كما أن الظروف الاقتصادية التي تسببت في تفاقمها، نظام الانقلاب العسكري، حيث أن التضخم وغلاء المعيشة أصبح راتب الطبيب لا يكفى شيئًا، وهناك أطباء مصريين يتجهون حاليًا للعمل بالدول الافريقية التى تمنح رواتب تصل لـ 3 آلاف دولار."
كما إن الأطباء المصريين العاملين فى الخارج عددهم أكبر من عدد الأطباء العاملين بالداخل. وأوضح أن عدد الأطباء البشريين المصريين العاملين بالمملكة العربية السعودية يبلغ حوالي 70 ألف طبيب، إضافة إلى عدة آلاف في بقية دول الخليج، وأن ما لا يقل عن 25 ألف طبيب يعملون بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وكندا.
تلك الأعداد مرشحة للزيادة إذا لم تتحسن ظروف عمل الأطباء داخل مصر وأوضاعهم المادية، في ظل حكم العسكر والسيسي، حيث أصبحت الاستقالات الأطباء ورفضهم للنيابات وإلغاء التكليف التي تحدث حاليًا لم تحدث فى تاريخ الوزارة من قبل، وكان نادرًا ما يستقيل طبيب أو يلغى تكليفه." كما أن ارتفاع الأسعار وعدم زيادة رواتب الأطباء، إضافة إلى أن 80% من شباب الأطباء لا يمتلكون عيادات خاصة، وحتى العيادات الخاصة أصبحت لا تعمل كما في السابق نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية."
استقالات شبه جماعية
الاستقالات شبه الجماعية لم تضرب المستشفيات والأماكن التابعة لوزارة الصحة المصرية فقط، بل امتدت للمستشفيات الجامعية أيضًا، والتي كان يُنظر لأطبائها على أنهم أفضل حالًا من الأطباء العاملين بمستشفيات وزارة الصحة، ماديًا ومن ناحية حصولهم على الدراسات العليا مجانًا، وتعينهم كأعضاء هيئة التدريس بكليات الطب.
وأخيرا فإن هناك الآلاف من طلاب كليات الطب يستعدون للهجرة، من قبل التخرج، ويبدأون دراسة المعادلات الأجنبية، وذلك بسبب ضعف الرواتب وتكرار الاعتداءات على الأطباء من المرضى وذويهم الغاضبين من سوء الخدمات الصحية أهم أسباب قراري بالهجرة، فالأطباء وحدهم يدفعون فاتورة انهيار المنظومة الطبيعة، على الرغم من أنهم الحلقة الأضعف، وأنهم يعملون لساعات طويلة بأقل الإمكانات وأدنى الأجور."
أضف تعليقك