• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أحداث عظيمة وحوادث شتى وقعت في شهر شوال الكريم، نعرض لشيء يسير منها، على سبيل التعرف على تاريخنا وتحصيل جزء ولو قليل من ثقافتنا في وقت ضعُفت فيه ثقافة المسلم لا سيما بتاريخه وحضارته التي دانت لها الدنيا، ومن هذه الأحداث:

غزوة الأحزاب (الخندق)

وفي السنة الخامسة من الهجرة في شوال كانت غزوة الخندق، وسببها أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين يوم أُحد خرج أشرافهم كسلام بن أبي الحقيق وغيره إلى قريش بمكة يحرِّضونهم على غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدهم أنه سيكون معهم ويناصرهم، فأجابتهم قريش، ثم خرجوا إلى غطفان فاستجابوا لهم، ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك فاستجاب لهم مَن استجاب.

فخرجت قريش بقيادة أبي سفيان في أربعة آلاف، ووافقهم بنو سليم بمر الظهران، وبنو أسد، وفزارة وأشجع وغيرهم، حتى وافى الخندق من المشركين عشرة آلاف مقاتل.

فاستشار رسول الله أصحابه في هذا فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادر إليه المسلمون، وعمل فيه بنفسه، وكان في حفره من آيات نبوءته ما قد تواتر الخبر به.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين، فتحصَّن بالجبل من خلفه- جبل سلع- وبالخندق أمامه، وأمر بالنساء والذراري فجُعلوا في آطام المدينة.

وبعد شهر من حصار المشركين جاء نصر الله فأرسل جنودًا وريحًا كانت سببًا في تحصيل النصر الغظيم للمسلمين وفي هذا نزلت سورة الأحزاب.

غزوة أحد

كانت معركة الضمير والانتصار على النفس وتربية الفئة المؤمنة على السمع والطاعة لقادتها لا سيما في أحلك الليالي وأشد المواقف.

وقد وقعت في شوال من العام الثالث الهجري، حيث أراد مشركو مكة الأخذ بثأرهم من غزوة بدر الكبرى التي ألحقت بهم الخزي والعار على مسامع جزيرة العرب كلها.

وتجلت في هذه الغزوة مواقف التضحية من الصحابة وحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقد أصاب المسلمين فيها انتكاسة بائسة بسبب مخالفة الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجبل على كل الأحوال، وقد استشهد من المسلمين 70 صحابيًّا.

غزوة حنين

وافقت أحداث هذه الغزوة السابع من شهر شوال، من السنة الثامنة من هجرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودارت رحاها في وادي حنين، وهو وادٍ إلى جنب ذي المجَاز، بينه وبين مكة سبعة وعشرون كيلو مترًا تقريبًا من جهة عرفات، وكان عدد المسلمين الذين اجتمعوا في هذه المعركة اثني عشر ألفًا؛ عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفين من أهل مكة.

وكان لفتح مكة الأعظم ردُّ فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفي مقدمتها قبيلتا (هوزان) و(ثقيف)، فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل وسلموا قيادة أمرهم إلى مالك بن عوف سيد (هوزان)، وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم.

وقد أخذ بعضَ المسلمين الغرورُ حيث رأوا أنفسهم كثرة عن السابق مما كان في مواقفهم مع أعدائهم، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)﴾ (التوبة).

وفيها تجلى ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته في الأمر العصيب حيث تفرَّق الناس من حوله وهو ينادي بأعلى صوته: "أنا النبي لا كذب.. أنا ابن عبد المطلب".

ثم جاء نصر الله بالريح والجنود التي لم تُرَ، وكان فضل الله على رسوله والمؤمنين.

مولد ووفاة الملك العادل نور الدين محمود زنكي

قال عنه ابن الأثير لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين ولا أكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه، وهو الملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن الملك عماد الدين زنكي ملك الشام ومصر الملقب بالملك العادل، ولقب أيضًا بالشهيد، فقد كان يتمنى أن يموت شهيدًا، وطالما تعرَّض للشهادةِ فلم يدركها، وقد أدركها على فراشه ودعاه المسلمون بالشهيد، وهو من الأتراك السلاجقة وكان أعدل ملوك زمانه وأجلهم وأفضلهم،  وهو صاحب المدرسة التي تخرَّج فيها صلاح الدين والظاهر بيبرس، وقد كانت ولادته في 17 شوال سنة 511 هـ في مدينة حلب، ووفاته في 11 شوال من العام 569 هـ.

غزوة بني قينقاع في 15 شوال سنة 2هـ

حيث لم يلتزم يهود بني قينقاع بالمعاهدة التي أبرمها الرسول- صلى الله عليه وسلم- معهم، بل سرعان ما نقضوها بل أظهروا الغضب والحسد بعد انتصار المسلمين في بدر وبلغ بهم الأمر إلى حدِّ المجاهرة بالعداء للمسلمين، حيث ورد أن أحدهم عقد طرف ثوب امرأة مسلمة في سوق بني قينقاع، فلما قامت انكشفت فصاحت فقام أحد المسلمين فقتل اليهودي وتواثب اليهود فقتلوا المسلم، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون، ووقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، فخرج إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وحاصرهم لمدة 15 ليلة ابتداءً من 15 شوال من العام الهجري الثاني على أرجحِ الأقوال إلى هلال ذي القعدة، فاشتدَّ عليهم الحصار ونزلوا على حكمِ الرسول صلى الله عليه وسلم على أنَّ لهم أموالهم ونساءهم وأطفالهم، وأن يخرجوا من المدينة فخرجوا إلى أذرعات بالشام، وكان يهود بني قينقاع أول يهود يحاربهم النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل في إجلاء بني قينقاع قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (13)﴾ (آل عمران).

وفاة الحافظ "أبو داود السجستاني" صاحب السنن

هو سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير الأزدي السجستاني الحافظ لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومؤلف كتاب السنن "سنن أبي داود" وُلد في سنة 202 من الهجرة، وكان غاية في العفاف والصلاح والورع.

ومن شيوخه الذين تلقَّى على أيديهم العلم وأخْذ الحديث الإمام البخاري، قيل عنه: "أُلِيْنَ لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد"، وقال الحافظ الذهبي: كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء"، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد لازم مجلسه مدة وسأله عن دقاقِ المسائل في الفروع والأصول.

وقد جمع أبو داود في كتابه السنن جملةً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغت أحاديثه 5274 حديثًا، وقد وجه همَّه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء ودارت بينهم، وبنى عليها علماء الأمصار الكثير من الأحكام، وتُسمَّى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام.

تُوفي الحافظ أبو داود بالبصرة في يوم الجمعة 15 شوال سنة 275هـ

وفاة الشيخ محمد الغزالي

هو فضيلة الأستاذ محمد الغزالي بن أحمد السقا المصري، من كبار مفكري الإسلام ودعاته وكتَّابه، وُلد بقرية نكلا العنب مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة بمصر 1335هـ، واشتهر بـ"الغزالي"؛ لأن والده كان شديد الإعجاب بالغزالي مؤلف (الإحياء).

تعلَّم بالأزهر وتخرَّج فيه، وانضمَّ إلى جماعةِ الإخوان المسلمين واعتُقل وعمل (سكرتيرًا) لمجلة الدعوة، ودرس بكلياتِ الشريعة وأصول الدين والدراسات العربية في الأزهر، وفي جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وشارك في تطوير كلية الشريعة بجامعة قطر، وساهم في إنشاء جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بالجزائر، وعُيِّن وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر ونال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.

كان نقي السريرة، حلو المعشر، كريم الخلق، باسم الثغر، موطأ الأكناف، عذب الحديث، سريع النكتة، بسيطًا متواضعًا، هينًا لينًا، مشرق البيان.

تُوفي بالرياض في 19 من شوال 1417هـ؛ ودُفن بالبقيع في المدينة المنورة، له ما يزيد عن ستين مؤلفًا.

الاحتلال البريطاني لدولة ليبيا

في 11 من شوال 1329هـ= الموافق 4 من أكتوبر 1911م وقع الاحتلال الإيطالي لدولة ليبيا؛ حيث كان الضعف قد دبَّ في أوصال الأمة العربية بشتى أقطارها، فاحتلت فرنسا تونس والجزائر والمغرب، واحتلت إنجلترا مصر وقبرص، وكان ذلك بداية ظهور الشيخ المجاهد عمر المختار.

وفاة محمد بن سيرين صاحب تفسير الأحلام

وفي 9 من شوال 110هـ كانت ذكرى وفاة محمد بن سيرين رائد تفسير الأحلام، الذي وُلد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة (33هـ= 653م)، وقد عُرف بالزهد والورع، وكان محدثًا بارعًا وفقيهًا متمكنًا، وكان إمام عصره في علوم الدين، وقد اشتهر بالعلم والفقه وتعبير الرؤيا، وكان أبوه مولى لأنس بن مالك ثم أعتق، وكانت أمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

مولد الإمام البوصيري صاحب "البردة"

وفي يوم العيد 1 من شوال 608هـ= 7 من مارس 1213م ولد الإمام شرف الدين محمد البوصيري رائد المدائح النبوية، وقد كان متمتعًا بعاطفة حارَّة وإحساسٍ عالٍ في مديح النبي صلى الله عليه وسلم، مما أمتع قلوب ووجدان المسلمين على مرِّ العصور، والمعلوم أن البوصيري ولد بمصر بمدينة بني سويف.

كان قد رأي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكأنه يُدنيه منه ثم كساه النبي الكريم بردةً غاية في الحسن والبهاء فقام من نومه فرحًا مسرورًا فأنشأ قصيدة في النبي سمَّاها البردة.

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة

فقد كان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول صلى الله عليه وسلم، لتوكيد الصلة مع أحبِّ الناس إليه سيدنا أبي بكر الصدّيق، ليربطهما أيضًا رباط المصاهرة الوثيق. خطبها النبي ثم بنى بها في شوال رضي الله عنها.

وفاة المستشار حسن الهضيبي

المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين؛ وُلد الهضيبي في عرب الصوالحة بشبين القناطر بمحافظة القليوبية في ديسمبر من العام 1891م، وفي 17 أكتوبر 1951م تولَّى مسئولية المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلفًا لمؤسس الجماعة ومرشدها الأول الإمام حسن البنا، ومن مؤلفاته: دعاة لا قضاة، إن هذا القرآن، الإسلام والداعية.

وفي الساعة السابعة من صباح يوم الخميس 14 من شوال 1393هـ= الموافق 11 نوفمبر 1973م انتقل حسن الهضيبي إلى جوار ربه راضيًا مرضيًّا.

أضف تعليقك